اختتمت كلية الطب وعلوم الصحة في الجامعة، يوم الخميس، الموافق، 2015.03.26م، أسبوع فعاليات حملة التوعية بالأمراض الوراثية في فلسطين، والتي انطلقت تحت شعار "أنا منكم ومكاني بينكم" بجهود مميزة ولافتة من عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية بمبادرةٍ وإشرافٍ مباشر من د. مصطفى غانم، المتخصص في علم الوراثة، ومتطوعي الحملة من مختلف تخصصات الكلية، ويمثلهم الطالب عبدالله حمايل، في تخصص الطب البشري، وذلك بإقامة إحتفالية مميزة ومهيبة في مدرّجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم، وبحضور نوعي من مختلف مؤسسات المجتمع المحلي ذات الصلة، وطلبة الجامعة، حيث ضاق المكان بالحضور وامتلأ حتى الرمق الأخير من عمر الفعالية، التي استمرت أكثر ثلاث ساعات متواصلة، دونما كلل أو ملل من الحضور.
واستهل الحفل بالسلام الوطني، وتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلاها الشاب تيسير حجاوي، من ذوي متلازمة "داون"، وألقيت عددٌ من الكلمات بهذه المناسبة، والبداية مع كلمة الجامعة، قدمها د. محمد العملة، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، ومن ثم كلمة د. مصطفى غانم، مشرف الحملة، وكلمة أخرى لمجلس إتحاد الطلبة في الجامعة، قدمها الطالب مصعب شواهنة، إلى جانب كلمة د. عبد الناصر دراغمة، عن جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا، وختامها في فقرة توعوية إرشادية حول دمج المصابين بالمجتمع، قدمتها السيدة رندة الكردي، من لجان الإغاثة الطبية الفلسطينية.
وما ميّز الحفل احتواءه على فقرات عديدة تناغمت ومضمون وأهداف الحملة العليا، ولا سيما تلك المتمثّلة بإشراك الفئات المرضية المستهدفة بصورة مباشرة في فقرات الحفل، وذلك بهدف رفع معنوياتهم وإشعارهم بالأمان والقبول، والمساهمة في دمجمهم في المجتمع، فقد شاركت جمعية قلقيلية للصم والبكم في دبكة شعبية، كما قدم الشابان نعيم البسطامي، ويوسف محاجنة، وكلاهما من ذوي متلازمة "داون" في فقرتين منفصلتين، الأولى كاراتيه والأخرى غناء "موطني".
ولم يتقصر الحفل عند هذا الحد، بل تعدّاه إلى مشاركة فاعلة من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة المنظمين للفعاليات، فها هو د. عبد الرحمن الأقرع، يُتحف الجمهور بقصيدة معبرة تفاعل الجميع معها، فيما ألقت الطالبة آيات المرقطن قصيدة أخرى بعنوان "البس العاشق" من تأليف د. مصفي غانم نسج خيوطها في صباه، وخاطرة أدبية للطالبة سيمات منصور.
وفي سياق ذو صلة، أضاف توزيع الهدايا والجوائز على الحضور لغة أخرى للحفل، سيما أن الجوائز كانت قيّمة جداً، فقد تم السحب على خمس ليرات ذهبية وجهاز حاسوب لوحي (Tablet)، إضافة إلى عشرات العشرات من الجوائز العينية القيّمة وكوبونات الشراء.
وفي ظهور مفاجىء للجميع؛ عرض القائمون على الحملة فيديو مسجل للفنان الفلسطيني محبوب العرب، محمد عسّاف، وهو يلقي التحية على الجميع ويشكر جهود القائمين على الفعاليات، وبالذات د. مصفى غانم مشرف الحملة، متمنياً لو أن الفرصة سنحت له للحضور شخصياً للمشاركة في الفعاليات، واصفاً إياها بالإنسانية وأنه يجب دعمها والمضي فيها قُدُماً.
وهدفت الفعاليات، والتي جاءَت بدعم مشكور من "مختبرات ميدكير والمكتبة الأكاديمية وشركة القدس للمستحضرات الطبية ومركز ومكتبة الشامل"، إلى تسليط الضوء على الواقع الحالي للأمراض الوراثية في فلسطين من أجل وعي أفضل بالأمراض وأسبابها وطرق تجنّبها، وكذلك ربط مخرجات التعلّم لمساق "الوراثة الطبية" بالمجتمع من أجل فائدة عملية من المساق، والتأكيد على حق مرضى الأمراض الوراثية بالحصول على حقوقهم مثل غيرهم من علاجٍ صحي وتعليم وعمل ونظرة مجتمعية وإدماجهم بالمجتمع، كما هدفت الحملة إلى التشجيع على إجراء دراسات وأبحاث علمية من خلال كلية الطلب وعلوم الصحة لدراسة الأمراض الوراثية في فلسطين.