نقلا عن وكالة الانباء الاماراتية وام
نابلس إحدى أكبر المدن الفلسطينية سكانًا وأهمها موقعًا، وهي عاصمة فلسطين الاقتصادية عرفت باهتمامها بالتمدن والحضارة والتعليم فهي مقر جامعة النجاح الوطنية أكبر الجامعات الفلسطينية وليدة مدرسة النجاح التي أنشئت في العام الثامن عشر من القرن الماضي.
هذه الجامعة العريقة التي أولت اهتماماً خاصاً لمختلف العلوم واستقطبت طالبي العلم من اقصى دول المغرب العربي ومشرقه قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية كانت من أولى الجامعات الفلسطينية التي اهتمت بالرعاية الصحية والطبية، من خلال أنشائها كلية الطبّ البشري في العام 1999، وذلك انطلاقاً من قناعتها بالضرورة القصوى لوجود مثل هذه الكلية في شمال فلسطين.
لكنها وأمام الواقع الصحي الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية وضعف إمكانيات وزارة الصحة بما تملكه من مشافٍ لا يتعدى مجموعها 24 في الضفة الغربية وقطاع غزة، أي بنسبة 1.2 سرير لكل 1000 نسمة (وهي في الضفة الغربية اقل منها في قطاع غزة)، وهي النسبة الأكثر انخفاضاً في دول شرق البحر المتوسط أخذت تدرس فكرة إنشاء مشفىً حديثاً يلبي احتياجات المواطنين من الخدمة الصحية نوعا وكما.
هذه الفكرة بزغت منذ خمس سنوات (عام 2007) حيث تم البدء في إنشاء مستشفى النجاح الوطني الجامعي ليكون احد الصروح الطبية المهمة في فلسطين وأول مشفاً جامعي فيها يجمع بين تقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطنين والتعليم الطبي لا سيما في ظل تمتعه بالموقعين الجغرافي والديمغرافي، فمدينة نابلس التي يتربع هذا المشفى على احد قمم جبالها تعتبر ثاني اكبر محافظة في الضفة الغربية حيث تشكل رابطا مهما للعديد من المدن والبلدات الفلسطينية ما يؤهلها لتكون نقطة مركزية ومقصدا لأكثر من مليون وثلاثمائة الف نسمة من إجمالي سكان الضفة الذين يصل عددهم إلى اكثر من مليونين وستمئة الف نسمة.
إن تكلفة إتمام إنشاء هذا المشفى الجامعي (من غير احتساب سعر الأرض وجزء من المباني التي تبرعت بها لجنة زكاة نابلس) الذي من المقرر أن تنتهي أعمال البناء والتشطيب للمرحلة الأولى منه في الربع الأول من العام القادم 2013 بمساحة تصل إلى اكثر من سبعة عشر الف متر مربع وصلت إلى عشرة ملايين دولار (التكلفة الإنشائية الكاملة للمرحلة الأولى تقدر ب 25 مليون دولار وما لا يقل عن 15 مليون دولار للتجهيزات)، تم توفيرها من عدة جهات مانحة مثل السلطة الوطنية الفلسطينية، والهلال الأحمر الإماراتي، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وصندوق الأوبيك، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، وصندوق النقد العربي، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، والبنك الإسلامي العربي بفلسطين، والبنك العربي، وبنك الأردن، وبنك فلسطين، والبنك الإسلامي للتنمية، وUNDP، ولجنة الوقف الخيري - فلسطين، وعدد من أهل الخير.
والهدف من إقامة هذا المستشفى الجامعي هو تطوير الكوادر العاملة في القطاع الصحي، وإنتاج كوادر أخرى بكفاءة عالية أيضاً، وتشجيع البحث العلمي وتغطية الخدمات الصحيّة بشكل متوازن جغرافياً إضافة إلى وقف هجرة الخبرات والعقول.
كما يخطط لهذا المشفى الذي سيحتوي على أكثر من مئة وعشرة أسرة في مرحلة تشغيله الأولى أن يوفر تخصصات وخدمات طبية غير متوفرة في أماكن أخرى من فلسطين، مما يعزز بالتالي الاعتماد على الذات ويمكنه عند استكماله من استيعاب اكثر من نصف التحويلات الطبية الفلسطينية للخارج التي تصل تكاليفها إلى نحو مئة مليون دولار سنوياً تصرف من خزينة السلطة الوطنية التي تعاني عجزا مستمرا.
من أجل تحقيق ذلك فقد تم توقيع اتفاقية بين الجامعة ووزارة الصحة الفلسطينية لنقل خدمات المشفى الوطني بنابلس إلى مستشفى النجاح الجامعي عند إنجازه لا سيما وان المشفى الوطني فقد القدرة على تقديم الخدمة الطبية للمواطنين بسبب قدمه فهو يعتبر من اقدم المشافي العاملة في فلسطين حيث بني قبل اكثر من مئة عام.
كي يستطيع المستشفى الجامعي العمل بكامل طاقته في هذه المرحلة وتقديم خدماته للجمهور الذي تطمح جامعة النجاح أن يكون مع بدايات العام القادم 2013 فان حاجته تقدر بعشرة ملايين دولار أخرى غير ما تم تمويله كليا أو جزئيا مما هو مذكور سابقاً.
هذا المبلغ الذي تسعى الجامعة لتأمينه من خلال المنح والهبات تم تقسيمه إلى وحدات لتسهيل الحصول على تبرع بكل منها، حيث يمكن اطلاق اسم متبرع أو أكثر على كل وحدة والتي تتراوح تكلفة تجهيزها من 25 ألف دولار إلى مليوني دولار.
فتكلفة تجهيز عيادة صغرى متخصصة يحتاج إلى 15 ألف دولار، والعيادة المتوسطة 30 ألف دولار، أما العيادة الكبرى فان تكلفة تجهيزها يحتاج إلى 70 ألف دولار، وغرفة مرضى بسرير واحد تحتاج إلى 15 ألف دولار، وعندما تحوي الغرفة سريرين فإنها تحتاج إلى 30 ألف دولار، أما غرفة المرضى التي تحوي ثلاثة أسرة فان تجهيزها يحتاج إلى 45 ألف دولار. (التجهيز يشمل باقي الخدمات والتجهيزات العامة)
فيما يتعلق بغسيل الكلى فان تجهيز وحدة لمريض واحد يحتاج إلى 50 ألف دولار، وصالة انعاش غسيل الكلى تحتاج إلى 75 ألف دولار لتجهيزها، ويتضاعف ذلك لدى الحديث عن قسم غسيل الكلى عندما يحوي (26 سريرا) ليصل إلى مليون دولار، ومثل هذا المبلغ لوحدة تفتيت الحصى.
أما وحدة العيون المتخصصة المتقدمة فتحتاج إلى مليون دولار، ووحدة العلاج الرياضي 300 ألف دولار، ووحدة العلاج بالماء 500 ألف دولار، ووحدة التصوير الطبقي مليون و250 الف دولار، ووحدة التصوير بالرنين المغناطيسي مليوني دولار وإتمام وحدة الأنف والأذن والحنجرة بنصف مليون دولار، وغير ذلك الكثير من التجهيزات المتواصلة.
فيما يتعلق بالمختبرات فان تجهيز مختبر أمراض الدم يحتاج إلى 250 ألف دولار، ومختبر باثولوجي 400 ألف دولار، ومختبر الكيمياء السريرية 500 ألف دولار، ومختبر المناعة 280 ألف دولار.
وأخيرا العناية المكثفة بما تحويه من ستة أسرة (6 أسرة) تحتاج إلى 600 ألف دولار، فيما يرتفع هذا المبلغ إلى 250 ألف دولار عند الحديث عن وحدة المراقبة المركزية.
كل هذا يمثل المرحلة الأولى من عمل مستشفى جامعة النجاح الوطنية أما المرحلة الثانية التي سترفع طاقته الاستيعابية من مئة وعشرة أسرة إلى 450 سريراً موزعا على أربعة مبان مترابطة ومجهزة تجهيزاً كاملاً، فتبلغ تكلفتها التقديرية للإنشاءات ما يقارب 80 مليون دولار وللتجهيزات ما يقارب الـ 40 مليون دولار وهو ما يمكن أن يشكل قفزة نوعية نحو النهوض بالخدمة الصحية الطبية المقدمة للمواطن الفلسطيني وبمستوى التأهيل الأكاديمي والعملي للأطباء الدارسين والخريجين، وهو ما يكرس بالتالي مبدأ الاعتماد على الذات للأجيال القادمة والتي تحتاج لتضافر جهود جميع الخيرين كي تنجح جامعة النجاح الوطنية في هذه المهمة الوطنية والعلمية والإنسانية والحضارية.